كان التشفير ومازال الطريقة الناجحة لحماية البيانات المخزونة والمتراسلة. ورغم جميع خصائصه الجيدة كوسيلة ناجحة، ألا أنه مع المفهوم الجديد يبقى يعاني من بعض المشاكل مثل:
أ. معالمه واضحة: يترك بصمة تشير الى أهمية البيانات المشفرة مما يخلق سببا واضحا لأثارة اهتمام المتطفلين لفتح هذا التشفير أو على الأقل تدمير المعلومات المرسلة.
ب. أستخدامه على الشبكة: فرضت العديد من القيود لمحاولة منع استخدامه على الشبكة ومن هذه القيود منع أنسيابية أي معلومة لمصدر يستخدم التشفير في مراسلاته.
ج. التهديد المستقبلي المرافق لأستخدامه: بدأت معظم الحكومات بفرض سيطرتها على التشفير ومنع المؤسسات من التعامل معه الا من خلال أستخدام خوارزميات معروفة " مثلآ دي اي اس " مما يفتح المجال لمهاجمتها مستقبلا.
د. محاولة السيطرة عليه: وذلك من خلال وضع معايير قياسية للتشفير تستخدم عالميا بغية السيطرة عليه وتسويق منتجات أمنية تستخدم هذه المعايير.
غالبا ما كانت الفكرة بأن الأتصالات قد تكون أمينة من خلال تشفير البيانات المنقولة لكن هذا نادرا ما يكون صحيح في الواقع العملي، لذلك ركّز الكثيرين على طرق لأخفاء الرسائل بدلآ من تشفيرها. ولهذا تتضمن أمنية الأتصالات ليس فقط التشفير وأنما أيضا أمنية المرور والتي يكون جوهرها موجود في أخفاء المعلومات.
أن أخفاء المعلومات يعني أخفاء معلومات في معلومات أخرى بريئة المظهر ولا تجلب الأنتباه، وتعتمد في تنفيذها على الغريزة في توظيف التقنية قبل المنطق الرياضي. الشيء المهم في هذه التقنية القديمة بمفهومها والحديثة في توظيفها أنها غير ملفتة للنظر اضافة الى مرونتها في استخدام كافة الوسائط لغرض الأخفاء. حيث يمكن أخفاء الرسالة السرية بكافة اشكال(صوت، صورة، نص) داخل أوعية معلومات تمتلك خصائص مختلفة (صورة، صوت، نص، وسائط متعددة).
أن الحديث عن تقنية اخفاء المعلومات بكافة أنواعها يعني الجمع بين تقنيتين متناقضتين في تقنية واحدة:
1. تقنية الرسائل السرية أو المخفية، كمفهوم استخدم عبر العصور في المحافظة على أمنية وخصوصية المعلومات من خلال اخفاء معلومات في معلومات اخرى.
2. تقنية حديثة غيرت مجتمعاتنا وغيرت من المفاهيم التقليدية في وسائل نقل المعلومات وتبادلها وفرضت معايير جديدة في اساليب السيطرة وأمكانيات التحكم في المعلومات المتبادلة والمنقولة عبر مواردها وهي البيئة الجديدة للمعلومات (الأنترنت).
الى فترة قريبة كان المجتمع البحثي لا يعير أية اهمية لتقنيات اخفاء المعلومات وكذلك كانت الصناعة فقد كان اهتمامهم منصب على التشفير لكن ان هذا قد تغير بسرعة كبيرة، حيث كان أول مؤتمر اكاديمي يخص الموضوع في سنة 1995. كانت القوة الدافعة الرئيسية مهتمة بحقوق الطبع، مثل الصوت، الفيديو، والأعمال الأخرى التي اصبحت متوفرة على شكل صيغة رقمية، والتي كانت من السهولة الى أبعد درجة الحصول على نسخ متكررة يمكن نسخها من النسخة الأصلية والذي أدى الى استنساخ غير مخول.وهذا شيء مهم بالنسبة الى صناعة النشر الخاصة بالموسيقى، والأفلام والكتب والبرمجيات.
يمكن من خلال هذا الشرح البسيط استنتاج الاشياء التالية:
التشفير وسيلة ناجحة في حماية البيانات لكن هناك نقاط ضعف كثيرة منها:
1. يخفي التشفير معنى الرسالة لكنه لا يخفي وجودها مما يخلق المبرر لمهاجمة الرسالة السرية.
2. هناك خوارزميات ثابتة للتشفيرمما يسهل عملية تطوير وسائل المهاجمة.
3. منع استخدامه من قبل الحكومات مما يقلل من شعبيته.
4. وضع المعايير في استخدامه مما يزيد من فرص السيطرة عليه وبالتالي من مهاجمته.
5. تطور تقنيات الحاسوب وقدرته مما يخلق الفرصة على كسر الشفرة.
أ. تعتمد تقنية الكتابة المخفية على اخفاء وجود الرسالة السرية مما يبعد الشكوك عن الرسالة السرية.
ب. تعتمد هذه التقنية على الغريزة الانسانية في عملية الاخفاء وبعد ذلك على المنطق الرياضي.
ج. توجد مرونة عالية في استخدامها حيث يمكن أخفاء اي وسط (صوت، صورة، نص، متعدد الوسائط) في اوساط خزنية اخرى على شرط كفاية الوسط الخزني.
د. يمكن اضافة طرق حماية اخرى الى الكتابة المخفية مثل التشفير.
و. يمكن أعادة الاخفاء عدة مرات في اوساط مختلفة.
ز. يمكن استخدام الكتابة المخفية في اوساط مختلفة وخاصة في الشبكات حيث يمكن استغلال المساحات المحجوزة للأستخدام المستقبلي في الأخفاء (مثل عنوان الحزمة).
* مجلة دلمون الثقافية، العدد 2، أبريل 2011