عندما ظهرت الشبكات الاجتماعية كان الهدف منها هو التواصل الإنساني وتبادل المعرفة والآراء وحتى الثقافات بين الشعوب. وسرعان ما أصبحت هذه الشبكات جزءا رئيسيا من الحياة اليومية للناس فكان الأفراد في السابق يفحصون بريدهم الالكتروني أولا عندما يرتبطون بالانترنت لمتابعة مستجدات الحياة، أما الآن فأن ذلك قد تغير فأصبحت للشبكات الاجتماعية الأولوية. ومما زاد من شعبية الشبكات الاجتماعية انخفاض كلفة الاتصال بالانترنت حيث أصبح الناس مرتبطين بصورة دائمة بالشبكات الاجتماعية التي ينتمون إليها، كذلك من الرائع أن تجد كل ما تحتاجه في مكان واحد مثل الأخبار وتبادل الآراء واستلام الرسائل وغيرها حيث إن كل ذلك يتم توفيره من قبل الشبكات الاجتماعية.
لا نستطيع أن ننكر الانجازات العظيمة التي تم تحقيقها بواسطة الشبكات الاجتماعية، حيث إنها غيرت الكثير من العادات الاجتماعية لأمم بكاملها إضافة إلى الفوائد العديدة الأخرى، لكن الهدف من هذا المقال هو التركيز على السلوك الايجابي للأفراد في هذه الشبكات وتقديم المقترحات التي تؤدي الى الابتعاد عن السلوك السلبي للمستخدمين.
إن من الأهداف الرئيسية للشبكات الاجتماعية هو أن تكون ساحة تسامح ووئام للناس ووسيلة للتعبير عن الآراء والمشاعر الإنسانية وغيرها من الأمور التي تزيد من أواصر العلاقات الانسانية، أي أن تكون متنفسا للأفراد في عالم أصبح يتعقد يوما بعد يوم. بمعنى آخر إن الناس تلتجأ إلى الشبكات الاجتماعية لتخفف من وطأة الحياة ومحاولة الحصول على الراحة النفسية والذهنية وذلك بواسطة الابتعاد عن العالم الحقيقي الذي يعيشونه ومحاولة اللجوء إلى بيئة آمنة وعالم افتراضي خالي من أي توتر أو استفزاز.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل الشبكات الاجتماعية الآن تحقق هذه الأهداف؟ الجواب مع الأسف لا، والسبب الرئيسي لذلك هم مستخدمي الشبكات الاجتماعية أنفسهم، فبدلا من أن تكون هذه الشبكات عالما جميلا بديلا للعالم الحقيقي المليء بالمشاكل والتوترات أصبحت هذه الشبكات انعكاسا لبعض الحالات السلبية الموجودة في الواقع بل تعدى الأمر ذلك بحيث أصبحت الشبكات الاجتماعية تركز على الكثير من الاشياء السلبية والسيئة الموجودة في هذه الحياة. الشيء المحزن هو أن البشر يتجهون الى تدمير العالم الافتراضي مثلما دمروا العالم الحقيقي.
كان سابقا الخوف على الأطفال من أن يسيئوا استخدام الشبكات الاجتماعية وان يتم استغلالهم أو استهدافهم من قبل البالغين أو من قبل اقرانهم، لكن هذه المخاوف ازدادت لتشمل كل الفئات العمرية، حيث اثبت البالغين بأنهم اشد سوءا في استخدام هذه الشبكات لتتحول إلى ساحة معركة تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة من السب والشتم والقذف ونشر المواضيع الاستفزازية دون مراعاة لمشاعر الآخرين، فغاب النقد البناء وحل محله النقد الهدام وغاب تقبل الرأي الآخر وحل محله الإقصاء وأصبح ذلك من السمات الرئيسية للشبكات الاجتماعية.
حاولت العديد من الدول ومنها مملكة البحرين بأن توجد آلية أو قانون ينظم استخدام شبكات التواصل الاجتماعي دون الاساءة الى الاخرين، وحقيقة إن هذا الموضوع هو عبارة عن تحدي كبير جدا ويحتاج إلى دراسة متأنية ومعمقة والآخذ بنظر الاعتبار إلى العديد من الأمور التي منها:
1. إن الانترنت عبارة عن بيئة حرة لذلك يجب على أي آلية أو قانون مراعاة ذلك وفي نفس الوقت توجه الأفراد الى الاستخدام الصحيح للانترنت.
2. إن الانترنت والشبكات الاجتماعية ليست مخصصة أو مملوكة لدولة أو جهة معينة، لذلك فأن سن أي قانون أو آلية قد ينفع تطبيقه على المواطنين الذين هم في داخل البلد، لكن ماذا بالنسبة للاخرين المتواجدين في الخارج؟ بمعنى آخر إن الشبكات الاجتماعية لا تعترف ولا تميز بين الأفراد سواء كانوا داخل البلد أم خارجه.
3. يجعل اختلاف الثقافات والعادات الاجتماعية للشعوب تطبيق قانون موحد على الجميع أمرا مستحيلا، فما هو ممنوع ومرفوض في مجتمعنا قد يكون أمرا مقبولا وطبيعيا في المجتمعات الأخرى والعكس صحيح.
4. سيؤدي سَنً أي قانون أو آلية غير ملائمة الى إظهار الجهة المشرعة بمظهر سيئ امام العالم وهذا سيؤدي إلى عكس النتائج المرجوة من القانون او الالية.
في المقابل يجب أن نعترف بأن العديد من مستخدمي الشبكات الاجتماعية في الدول النامية وخصوصا مجتمعاتنا العربية يعانون من نقص كبير في الوعي وعدم معرفة استخدام هذه الشبكات بطريقة صحيحة. حيث إذا تمت المقارنة مع مستخدمي الشبكات الاجتماعية في الدول المتقدمة، على الرغم من إننا نجد للوهلة الأولى بأنهم جريئين في اللغة والمواضيع التي يطرحونها، لكنهم بالمقابل يعرفون جيدا ما هي الحدود التي يجب أن لا يتم تجاوزها في الشبكات الاجتماعية، لذلك تجدهم يتجنبون العديد من المواضيع التي تعتبر كناقوس خطر لهم مثل العنصرية وغيرها لأنهم يعرفون جيدا بأن ذلك سيجلب لهم المتاعب.
إن الحل السحري في جعل الشبكات الاجتماعية ساحة وئام وسلام تكمن في الوعي، يجب أن يتم توعية الأفراد بالأمور التالية:
1. إن الاحترام وعدم التجريح هو جزء أساسي من تعاليم الدين السامية.
2. إن التعبير عن الآراء يجب أن يتم بموضوعية وأسلوب مقبول.
3. يجب أن يتم احترام الرأي الآخر أذا تم طرحه بموضوعية وان اختلفنا معه.
4. ما نكتبه في لحظة غضب سيتم مشاهدته من قبل كل العالم وتقنيا لا يمكن حذفه بعد اعلانه.
5. يجب أن يكون النقد بناءا ولا يكون هدفه التجريح أو استفزاز مشاعر الغير.
6. ما تكتبه في الشبكات الاجتماعية هو انعكاس لصورتك، فأبتعد عن كل ما يشوه تلك الصورة.
7. تحتوي الشبكات الاجتماعية على أفراد ذو مستويات اجتماعية وثقافية مختلفة، فلا تحاول أن تتدنى في مستواك إلى مستوى الآخرين بل حاول أن ترفع من مستوى الطرف الأخرإذا كان دون مستواك.
8. إن أفضل طريقة للتعامل مع استفزاز الاخرين هو إهماله، لان في اغلب الأحوال أذا تم أعطاء الاستفزاز أكثر من حجمه وتم الاهتمام به فأن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية والشبكات الاجتماعية زاخرة بالأمثلة.
في الختام نسأل الله أن تكون الشبكات الاجتماعية وسيلة لتحقيق مرضاة الله ووسيلة لتآخي شعوبنا ووحدتها وتبادل ثقافاتها ومعرفتها وليس العكس.
لا نستطيع أن ننكر الانجازات العظيمة التي تم تحقيقها بواسطة الشبكات الاجتماعية، حيث إنها غيرت الكثير من العادات الاجتماعية لأمم بكاملها إضافة إلى الفوائد العديدة الأخرى، لكن الهدف من هذا المقال هو التركيز على السلوك الايجابي للأفراد في هذه الشبكات وتقديم المقترحات التي تؤدي الى الابتعاد عن السلوك السلبي للمستخدمين.
إن من الأهداف الرئيسية للشبكات الاجتماعية هو أن تكون ساحة تسامح ووئام للناس ووسيلة للتعبير عن الآراء والمشاعر الإنسانية وغيرها من الأمور التي تزيد من أواصر العلاقات الانسانية، أي أن تكون متنفسا للأفراد في عالم أصبح يتعقد يوما بعد يوم. بمعنى آخر إن الناس تلتجأ إلى الشبكات الاجتماعية لتخفف من وطأة الحياة ومحاولة الحصول على الراحة النفسية والذهنية وذلك بواسطة الابتعاد عن العالم الحقيقي الذي يعيشونه ومحاولة اللجوء إلى بيئة آمنة وعالم افتراضي خالي من أي توتر أو استفزاز.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل الشبكات الاجتماعية الآن تحقق هذه الأهداف؟ الجواب مع الأسف لا، والسبب الرئيسي لذلك هم مستخدمي الشبكات الاجتماعية أنفسهم، فبدلا من أن تكون هذه الشبكات عالما جميلا بديلا للعالم الحقيقي المليء بالمشاكل والتوترات أصبحت هذه الشبكات انعكاسا لبعض الحالات السلبية الموجودة في الواقع بل تعدى الأمر ذلك بحيث أصبحت الشبكات الاجتماعية تركز على الكثير من الاشياء السلبية والسيئة الموجودة في هذه الحياة. الشيء المحزن هو أن البشر يتجهون الى تدمير العالم الافتراضي مثلما دمروا العالم الحقيقي.
كان سابقا الخوف على الأطفال من أن يسيئوا استخدام الشبكات الاجتماعية وان يتم استغلالهم أو استهدافهم من قبل البالغين أو من قبل اقرانهم، لكن هذه المخاوف ازدادت لتشمل كل الفئات العمرية، حيث اثبت البالغين بأنهم اشد سوءا في استخدام هذه الشبكات لتتحول إلى ساحة معركة تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة من السب والشتم والقذف ونشر المواضيع الاستفزازية دون مراعاة لمشاعر الآخرين، فغاب النقد البناء وحل محله النقد الهدام وغاب تقبل الرأي الآخر وحل محله الإقصاء وأصبح ذلك من السمات الرئيسية للشبكات الاجتماعية.
حاولت العديد من الدول ومنها مملكة البحرين بأن توجد آلية أو قانون ينظم استخدام شبكات التواصل الاجتماعي دون الاساءة الى الاخرين، وحقيقة إن هذا الموضوع هو عبارة عن تحدي كبير جدا ويحتاج إلى دراسة متأنية ومعمقة والآخذ بنظر الاعتبار إلى العديد من الأمور التي منها:
1. إن الانترنت عبارة عن بيئة حرة لذلك يجب على أي آلية أو قانون مراعاة ذلك وفي نفس الوقت توجه الأفراد الى الاستخدام الصحيح للانترنت.
2. إن الانترنت والشبكات الاجتماعية ليست مخصصة أو مملوكة لدولة أو جهة معينة، لذلك فأن سن أي قانون أو آلية قد ينفع تطبيقه على المواطنين الذين هم في داخل البلد، لكن ماذا بالنسبة للاخرين المتواجدين في الخارج؟ بمعنى آخر إن الشبكات الاجتماعية لا تعترف ولا تميز بين الأفراد سواء كانوا داخل البلد أم خارجه.
3. يجعل اختلاف الثقافات والعادات الاجتماعية للشعوب تطبيق قانون موحد على الجميع أمرا مستحيلا، فما هو ممنوع ومرفوض في مجتمعنا قد يكون أمرا مقبولا وطبيعيا في المجتمعات الأخرى والعكس صحيح.
4. سيؤدي سَنً أي قانون أو آلية غير ملائمة الى إظهار الجهة المشرعة بمظهر سيئ امام العالم وهذا سيؤدي إلى عكس النتائج المرجوة من القانون او الالية.
في المقابل يجب أن نعترف بأن العديد من مستخدمي الشبكات الاجتماعية في الدول النامية وخصوصا مجتمعاتنا العربية يعانون من نقص كبير في الوعي وعدم معرفة استخدام هذه الشبكات بطريقة صحيحة. حيث إذا تمت المقارنة مع مستخدمي الشبكات الاجتماعية في الدول المتقدمة، على الرغم من إننا نجد للوهلة الأولى بأنهم جريئين في اللغة والمواضيع التي يطرحونها، لكنهم بالمقابل يعرفون جيدا ما هي الحدود التي يجب أن لا يتم تجاوزها في الشبكات الاجتماعية، لذلك تجدهم يتجنبون العديد من المواضيع التي تعتبر كناقوس خطر لهم مثل العنصرية وغيرها لأنهم يعرفون جيدا بأن ذلك سيجلب لهم المتاعب.
إن الحل السحري في جعل الشبكات الاجتماعية ساحة وئام وسلام تكمن في الوعي، يجب أن يتم توعية الأفراد بالأمور التالية:
1. إن الاحترام وعدم التجريح هو جزء أساسي من تعاليم الدين السامية.
2. إن التعبير عن الآراء يجب أن يتم بموضوعية وأسلوب مقبول.
3. يجب أن يتم احترام الرأي الآخر أذا تم طرحه بموضوعية وان اختلفنا معه.
4. ما نكتبه في لحظة غضب سيتم مشاهدته من قبل كل العالم وتقنيا لا يمكن حذفه بعد اعلانه.
5. يجب أن يكون النقد بناءا ولا يكون هدفه التجريح أو استفزاز مشاعر الغير.
6. ما تكتبه في الشبكات الاجتماعية هو انعكاس لصورتك، فأبتعد عن كل ما يشوه تلك الصورة.
7. تحتوي الشبكات الاجتماعية على أفراد ذو مستويات اجتماعية وثقافية مختلفة، فلا تحاول أن تتدنى في مستواك إلى مستوى الآخرين بل حاول أن ترفع من مستوى الطرف الأخرإذا كان دون مستواك.
8. إن أفضل طريقة للتعامل مع استفزاز الاخرين هو إهماله، لان في اغلب الأحوال أذا تم أعطاء الاستفزاز أكثر من حجمه وتم الاهتمام به فأن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية والشبكات الاجتماعية زاخرة بالأمثلة.
في الختام نسأل الله أن تكون الشبكات الاجتماعية وسيلة لتحقيق مرضاة الله ووسيلة لتآخي شعوبنا ووحدتها وتبادل ثقافاتها ومعرفتها وليس العكس.