مقدمة
مع النمو المتزايد لمواقع الإنترنت في الشبكة العالمية وانتشار شبكات الاتصالات على اختلاف أنواعها وخاصة اللا سلكية واستخدامها بصورة موسعة لتشمل حتى الأجهزة المنزلية الصغيرةوأجهزة الموبايل، ظهرت الحاجة لاستخدام آلية يتم من خلالها تحديد عنوان كل موقع أو جهاز مرتبط بشبكة الانترنت. إن بروتوكول الإنترنتاي بي يقدم لنا ذلك، وقد ظهرت إصدارات متعددة منه وصولا إلى الإصدار الرابعحيث يحتاج كل جهاز متصل بالإنترنت إلى عنواناي بيخاص به. يعتمد بروتوكول الاصدار الرابع على عناوين بطول 32 بت (أي بسعة تصل إلى 4.2 مليار عنوان) وبرغم أن هذا العدد قد يبدو كبيراً، ولكن عندما تتذكر أن 6.5 مليار نسمة يعيشون على وجه الأرض، وأن جميع معدات الاتصالات التي يلزم وصلها بشبكة الإنترنت بحاجة إلى عناويناي بيفإن ذلك يجعل السعة الحالية للبروتوكولالاصدار الرابعغير كافية.
يعتبر بروتوكولالاصدار السادسهو الإصدار الجديد الذي يستخدم عناوين بطول 128 بت لكي يتم التعامل بصورة أكثر كفاءة مع العدد اللامحدود من مواقع الويب والأجهزة الطرفية المختلفة المرتبطة بشبكات الاتصالات على اختلاف أنواعها وينتظر استخدامه في سنة 2012 .
ما هو بروتوكول الاصدار السادس
يقدم بروتوكول الاصدار السادس العديد من الحلول ليس فقط حل معضلة محدودية العناوين وإنما يقدم الحلول لمشاكل كثيرة موجودة في بروتوكولات الانترنت الحالية مثل المشكلات الأمنية وعدم توفير الدعم للأجهزة النقالة والحاجة إلى التكوين التلقائي لأجهزة الشبكة. من المعروف أنبروتوكول الاصدار الرابع قد اثبت جدارته وذلك لقوته الواضحة وسهولة تطبيقه وكفاءته في التعامل مع الكثير من البروتوكولات والبرامج الموجودة حاليا لذلك استمر استخدام هذا البروتوكول من بداية الثمانينات والى الآن لأنه يقدم الدعم لخدمات الانترنت، ولكن مع النمو الهائل وغير المتوقع لتكنولوجيا المعلومات والأجهزة الرقمية زاد نمو شبكة الانترنت واتسعت خدماتها مما أدى إلى عدم مواكبة بروتوكول الاصدار الرابع لهذا النمو، لذلك بدأ التفكير بصورة جدية لتقديم نسخة جديدة من عنوان بروتوكول الإنترنت تواكب النمو الهائل للانترنت وتقدم الدعم للتطويرات المستقبلية.
ان اهم مايميز الاصدار السادس هو تجاوز النطاق المحدود (نطاق 32 بت) الذي يوفره بروتوكول الاصدار الرابع الذي لم يتوقع احد أن يؤدي النمو المتزايد لشبكة الانترنت والتطور التكنولوجي السريع للمجتمعات إلى استنفاذ هذه العناوين وان تكون هنالك حاجة لأكثر من 4 مليار عنوان للانترنت حتى يتم تعريف الأجهزة المختلفة المرتبطة بالشبكة، لكن هذا العدد من العناوين قد شارف على النفاذ في منتصف التسعينات مما اجبر الشركات والمؤسسات إلى استخدام حل مؤقت عن طريق استخدام مترجم عناوين الشبكة لربط عدة عناوين بعنوان اي بي رئيسي عام واحد. وساهم استخدام مترجم عناوين الشبكة في زيادة عددها إلا أن التطور الهائل المستمر سيؤدي إلى استنفاذ عناوين اي بي الاصدار الرابع الرئيسية العامة أيضا.
بروتوكول الاصدار السادس وتطبيقات الحكومة الالكترونية
إن الحكومة الالكترونية واحدة من أهم تطبيقات الانترنت وتمثل عصب الحياة في الدول المتقدمة ووسيلة لرقي المجتمعات نظرا إلى الفوائد الكبيرة التي تقدمها للمواطنين ولمؤسسات الدولة. و في هذا المجال قطعت مملكة البحرين شوطا كبيرا حيث أصبحت واحدة من أكثر الحكومات الالكترونية تطورا ليس في الشرق الأوسط فحسب بل على المستوى العالمي، كل ذلك يجعل من الضروري أن تأخذ تطبيقات الحكومة الالكترونية في مملكة البحرين بعين الاعتبار التحول من بروتوكول الاصدار الرابع الحالي إلى الاصدار السادسالذي لا يخلو من عقبات حيث أن اغلب الموجهات الموجودة في الانترنت مصممة للتعامل مع عناوين بحجم 32 بت كما في الاصدار الرابع وليس مع عناوين بحجم 128 بت وفقاً لبروتوكول الاصدار السادس. كذلك فإن الانتقال إلى بروتوكول الاصدار السادس يتطلب إجراء تغيرات في العتاد المرتبط بالشبكة وتغيير أنظمة التشغيل والبرمجيات المختلفة الأخرى. لهذا السبب وُضع في الاعتبار عند تصميم الاصدار السادس أن يكون الانتقال تدريجي يسمح بالتعايش المرحلي بين الاصدار الرابع والاصدار السادسولعدة سنوات، لذلك لايجوز تحديد موعد نهائي يتم فيه التحول الكامل من الاصدار الرابع إلى الاصدار السادس.
لكن على الرغم من العقبات التي تم ذكرها سابقا، فإن الفوائد التي سوف يقدمها بروتوكول الاصدار السادس إلى تطبيقات الحكومة الالكترونية كثيرة جدا نذكر منها:
1. يسمح الاصدار السادس باستخدام عدد كبير وهائل من العناوين مقارنة مع بروتوكول الاصدار الرابع حيث يصل طول العنوان إلى 128 بت في الاصدار السادس بينما يكون طول العنوان في الاصدار الرابع 32 بت.
2. الكفاءة العالية في الإرسال والتعامل مع حزم البيانات، حيث يقدم الاصدار السادس نظام عنونة ذو مستوى متعدد والذي يوفر دعما أفضل واقوي لعملية التوجيه وإرسال البيانات.
3. دعم عملية الضبط الأوتوماتيكي وتقنية تعرف المشغل الفوري على أي وحدة متصلة حيث يتميز بروتوكول الاصدار السادس بقدرته على أعطاء عنوان اي بي بصورة ديناميكية أي يقوم بتغيير العنوان بشكل آلي لأي جهاز لكي يتوافق مع الشبكة وبمرونة أفضل من الاصدار الرابع حيث يشكل الجهاز العنوان الخاص به تلقائيا، وللمحافظة على مستوى أعلى من الخصوصية يمكن لأي جهاز أن يغير عنوانه عند الاتصال مع الشبكة الخارجية ويحافظ على عنوان خاص في الشبكة الداخلية وعنوان وحيد رئيسي عام وهذه المزايا تسهل إدارة العناوين، أن هذا الدعم ضروري جدا ليتلاءم مع أجهزة الموبايل ومع العديد من الأجهزة اللاسلكية والأجهزة المنزلية التي تتصل بالانترنت.
4. الدعم الكامل لنظام الأمن والتشفير حيث أن بروتوكول الاصدار السادس يقدم إضافات أمنية على حزمة البيانات مما يجعل تطبيق عمليات التشفير والموثوقية تكون أسهل بكثير، ولأنه يقدم عناوين فريدة مميزة فأن ذلك يوفر حماية أمنية متكاملة من طرف الإرسال إلى طرف الاستقبال مثل السرية وموثوقية البيانات والخصوصية وكل ذلك يتم دون التأثير على كفاءة الشبكة.
5. يوفر أفضل دعم للشبكات اللاسلكية وللأجهزة المتنقلة والموبايل حيث يتيح لنا التنقل بالأجهزة المتنقلة إلى أي مكان دون انقطاع الاتصال نهائيا وإمكانية بناء شبكات متنقلة بكفاءة عالية، أن البروتوكول الاصدار السادس لديه إمكانية تقديم إعدادات أوتوماتيكية لجميع هذه الأجهزة وهذا يساعد على التخلي عن المزود لهذه الخدمة، كذلك أن هذه العملية في البروتوكول الجديد تتيح للجهة المستقبلة الاتصال المباشر مع الجهاز المتنقل وبذلك توفر لنا المزيد من الوقت والتغلب على الكثير من المشاكل التي كان يسببها الاصدار الرابع في إثناء عملية الإرسال لحزم البيانات.
يظهر لنا من هذا العرض بأن بروتوكول الاصدار السادس هو المستقبل الواعد لتطبيقات الحكومة الالكترونية وبالتالي يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار وبجدية عند تطوير البنى التحتية للحكومة الالكترونية في مملكة البحرين لكي تبقى مملكة البحرين سباقة ومحافظة على الريادة في تنفيذ تطبيقات الحكومة الالكترونية. والله ولي التوفيق.
* مجلة أي قل نعم للحكومة الالكترونية، العدد 21، مملكة البحرين، 20/4/2011
مع النمو المتزايد لمواقع الإنترنت في الشبكة العالمية وانتشار شبكات الاتصالات على اختلاف أنواعها وخاصة اللا سلكية واستخدامها بصورة موسعة لتشمل حتى الأجهزة المنزلية الصغيرةوأجهزة الموبايل، ظهرت الحاجة لاستخدام آلية يتم من خلالها تحديد عنوان كل موقع أو جهاز مرتبط بشبكة الانترنت. إن بروتوكول الإنترنتاي بي يقدم لنا ذلك، وقد ظهرت إصدارات متعددة منه وصولا إلى الإصدار الرابعحيث يحتاج كل جهاز متصل بالإنترنت إلى عنواناي بيخاص به. يعتمد بروتوكول الاصدار الرابع على عناوين بطول 32 بت (أي بسعة تصل إلى 4.2 مليار عنوان) وبرغم أن هذا العدد قد يبدو كبيراً، ولكن عندما تتذكر أن 6.5 مليار نسمة يعيشون على وجه الأرض، وأن جميع معدات الاتصالات التي يلزم وصلها بشبكة الإنترنت بحاجة إلى عناويناي بيفإن ذلك يجعل السعة الحالية للبروتوكولالاصدار الرابعغير كافية.
يعتبر بروتوكولالاصدار السادسهو الإصدار الجديد الذي يستخدم عناوين بطول 128 بت لكي يتم التعامل بصورة أكثر كفاءة مع العدد اللامحدود من مواقع الويب والأجهزة الطرفية المختلفة المرتبطة بشبكات الاتصالات على اختلاف أنواعها وينتظر استخدامه في سنة 2012 .
ما هو بروتوكول الاصدار السادس
يقدم بروتوكول الاصدار السادس العديد من الحلول ليس فقط حل معضلة محدودية العناوين وإنما يقدم الحلول لمشاكل كثيرة موجودة في بروتوكولات الانترنت الحالية مثل المشكلات الأمنية وعدم توفير الدعم للأجهزة النقالة والحاجة إلى التكوين التلقائي لأجهزة الشبكة. من المعروف أنبروتوكول الاصدار الرابع قد اثبت جدارته وذلك لقوته الواضحة وسهولة تطبيقه وكفاءته في التعامل مع الكثير من البروتوكولات والبرامج الموجودة حاليا لذلك استمر استخدام هذا البروتوكول من بداية الثمانينات والى الآن لأنه يقدم الدعم لخدمات الانترنت، ولكن مع النمو الهائل وغير المتوقع لتكنولوجيا المعلومات والأجهزة الرقمية زاد نمو شبكة الانترنت واتسعت خدماتها مما أدى إلى عدم مواكبة بروتوكول الاصدار الرابع لهذا النمو، لذلك بدأ التفكير بصورة جدية لتقديم نسخة جديدة من عنوان بروتوكول الإنترنت تواكب النمو الهائل للانترنت وتقدم الدعم للتطويرات المستقبلية.
ان اهم مايميز الاصدار السادس هو تجاوز النطاق المحدود (نطاق 32 بت) الذي يوفره بروتوكول الاصدار الرابع الذي لم يتوقع احد أن يؤدي النمو المتزايد لشبكة الانترنت والتطور التكنولوجي السريع للمجتمعات إلى استنفاذ هذه العناوين وان تكون هنالك حاجة لأكثر من 4 مليار عنوان للانترنت حتى يتم تعريف الأجهزة المختلفة المرتبطة بالشبكة، لكن هذا العدد من العناوين قد شارف على النفاذ في منتصف التسعينات مما اجبر الشركات والمؤسسات إلى استخدام حل مؤقت عن طريق استخدام مترجم عناوين الشبكة لربط عدة عناوين بعنوان اي بي رئيسي عام واحد. وساهم استخدام مترجم عناوين الشبكة في زيادة عددها إلا أن التطور الهائل المستمر سيؤدي إلى استنفاذ عناوين اي بي الاصدار الرابع الرئيسية العامة أيضا.
بروتوكول الاصدار السادس وتطبيقات الحكومة الالكترونية
إن الحكومة الالكترونية واحدة من أهم تطبيقات الانترنت وتمثل عصب الحياة في الدول المتقدمة ووسيلة لرقي المجتمعات نظرا إلى الفوائد الكبيرة التي تقدمها للمواطنين ولمؤسسات الدولة. و في هذا المجال قطعت مملكة البحرين شوطا كبيرا حيث أصبحت واحدة من أكثر الحكومات الالكترونية تطورا ليس في الشرق الأوسط فحسب بل على المستوى العالمي، كل ذلك يجعل من الضروري أن تأخذ تطبيقات الحكومة الالكترونية في مملكة البحرين بعين الاعتبار التحول من بروتوكول الاصدار الرابع الحالي إلى الاصدار السادسالذي لا يخلو من عقبات حيث أن اغلب الموجهات الموجودة في الانترنت مصممة للتعامل مع عناوين بحجم 32 بت كما في الاصدار الرابع وليس مع عناوين بحجم 128 بت وفقاً لبروتوكول الاصدار السادس. كذلك فإن الانتقال إلى بروتوكول الاصدار السادس يتطلب إجراء تغيرات في العتاد المرتبط بالشبكة وتغيير أنظمة التشغيل والبرمجيات المختلفة الأخرى. لهذا السبب وُضع في الاعتبار عند تصميم الاصدار السادس أن يكون الانتقال تدريجي يسمح بالتعايش المرحلي بين الاصدار الرابع والاصدار السادسولعدة سنوات، لذلك لايجوز تحديد موعد نهائي يتم فيه التحول الكامل من الاصدار الرابع إلى الاصدار السادس.
لكن على الرغم من العقبات التي تم ذكرها سابقا، فإن الفوائد التي سوف يقدمها بروتوكول الاصدار السادس إلى تطبيقات الحكومة الالكترونية كثيرة جدا نذكر منها:
1. يسمح الاصدار السادس باستخدام عدد كبير وهائل من العناوين مقارنة مع بروتوكول الاصدار الرابع حيث يصل طول العنوان إلى 128 بت في الاصدار السادس بينما يكون طول العنوان في الاصدار الرابع 32 بت.
2. الكفاءة العالية في الإرسال والتعامل مع حزم البيانات، حيث يقدم الاصدار السادس نظام عنونة ذو مستوى متعدد والذي يوفر دعما أفضل واقوي لعملية التوجيه وإرسال البيانات.
3. دعم عملية الضبط الأوتوماتيكي وتقنية تعرف المشغل الفوري على أي وحدة متصلة حيث يتميز بروتوكول الاصدار السادس بقدرته على أعطاء عنوان اي بي بصورة ديناميكية أي يقوم بتغيير العنوان بشكل آلي لأي جهاز لكي يتوافق مع الشبكة وبمرونة أفضل من الاصدار الرابع حيث يشكل الجهاز العنوان الخاص به تلقائيا، وللمحافظة على مستوى أعلى من الخصوصية يمكن لأي جهاز أن يغير عنوانه عند الاتصال مع الشبكة الخارجية ويحافظ على عنوان خاص في الشبكة الداخلية وعنوان وحيد رئيسي عام وهذه المزايا تسهل إدارة العناوين، أن هذا الدعم ضروري جدا ليتلاءم مع أجهزة الموبايل ومع العديد من الأجهزة اللاسلكية والأجهزة المنزلية التي تتصل بالانترنت.
4. الدعم الكامل لنظام الأمن والتشفير حيث أن بروتوكول الاصدار السادس يقدم إضافات أمنية على حزمة البيانات مما يجعل تطبيق عمليات التشفير والموثوقية تكون أسهل بكثير، ولأنه يقدم عناوين فريدة مميزة فأن ذلك يوفر حماية أمنية متكاملة من طرف الإرسال إلى طرف الاستقبال مثل السرية وموثوقية البيانات والخصوصية وكل ذلك يتم دون التأثير على كفاءة الشبكة.
5. يوفر أفضل دعم للشبكات اللاسلكية وللأجهزة المتنقلة والموبايل حيث يتيح لنا التنقل بالأجهزة المتنقلة إلى أي مكان دون انقطاع الاتصال نهائيا وإمكانية بناء شبكات متنقلة بكفاءة عالية، أن البروتوكول الاصدار السادس لديه إمكانية تقديم إعدادات أوتوماتيكية لجميع هذه الأجهزة وهذا يساعد على التخلي عن المزود لهذه الخدمة، كذلك أن هذه العملية في البروتوكول الجديد تتيح للجهة المستقبلة الاتصال المباشر مع الجهاز المتنقل وبذلك توفر لنا المزيد من الوقت والتغلب على الكثير من المشاكل التي كان يسببها الاصدار الرابع في إثناء عملية الإرسال لحزم البيانات.
يظهر لنا من هذا العرض بأن بروتوكول الاصدار السادس هو المستقبل الواعد لتطبيقات الحكومة الالكترونية وبالتالي يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار وبجدية عند تطوير البنى التحتية للحكومة الالكترونية في مملكة البحرين لكي تبقى مملكة البحرين سباقة ومحافظة على الريادة في تنفيذ تطبيقات الحكومة الالكترونية. والله ولي التوفيق.
* مجلة أي قل نعم للحكومة الالكترونية، العدد 21، مملكة البحرين، 20/4/2011